اهمية مشاركة الاب في تربية الابناء
قد يتساءل البعض لماذا من المهم ان يكون الاب جزءاً من العملية التربوية ثم اليست الام بكافية ان تحل محل الاب والام وهل لغياب الاب آثار سلبية على الابناء .
ملخص القول هنا ان لغياب الاب الآثار السلبية الجمة على الابناء وان أكثر المفاهيم الخاطئة والمغلوطة هي ان الام يمكن ان تحل محل الاثنين فهي غير قادرة اولا وذلك ليس بالصحي ثانيا فمن الصعب ان تقوم بعدة ادوار مختلفة بل واحيانا متناقضة ، كذلك فان للأب دوراً هاماً يجب ان يقوم به وان لم يفعل سيكون لذلك التداعيات السلبية على المبنى النفسي السليم للاولاد .
1. يعتبر الاب النموذج الاعلى الذي يحتذي به الابناء خصوصا الذكور منهم فمن خلال تصرفات الاب يتعلم الابناء بالقدوة الادوار الذكورية وعن اساليب التعامل مع الاخرين كمثل الام والزوجة فيكتسب الابناء مهارات التواصل بين الازواج ، كذلك من خلال معاملة الابناء يتم اكتساب مهارات الوالدية ولقد ذكرنا اهمية ذلك بشكل غير مباشر حين بينا ان ابنا ترعرع بين احضان او حتى بعيدا عن احضان اب غائب ودوره هامشي سيكون هناك احتمالات كبيرة بان يكون دوره عند كبره مشابه لابيه وذلك لان هذا ما تعلمه وهذا ما اكتسبه.
2. يقول بعض الاخصائيين ان الطفل ومن خلال نموه النفسي يحتاج لنموذج الاب ونموذج الام معا تماما كما يحتاج الطائر الى جناحين يطير بهما ، فاذا فقد احد الجناحين قوته او اصيب او فقد تماما سيفقد توازنه وتقل سرعة طيرانه ويعجز عن أداء بعض مهامه ، كذلك فالطفل يحتاج الى الاب والى الام بنفس قوة الاحتياج ولكن الطريقة والوقت يختلفان فهو يحتاج الى رعاية الام ومرافقتها الدائمة له بينما يكتفي بسويعات قليلة في اليوم يرافقه الاب فيها ويتلقى منه اشباعا لاحتياجاته المعنوية والنفسية اكثر منها مادية ، لذا فالطفل يحتاج للاب باسلوب وكمية تختلف عن الام الا انه يحتاجهما الاثنين فيكمل الواحد منهما الآخر فكل منهما يزوده بجانب آخر من احتياجاته ، فسبحان الله الذي خلقنا ازواجا وجعل رعاية الاولاد في إطار الاسرة وتحت مسؤولية الزوجين معا ، افلا يجعلنا ذلك نتأكد من ضرورة وجود الاب واهمية دوره .بارئنا وخالقنا سبحانه والذي هو ادرى واعلم يجعل انجاب الاولاد ورعايتهم ليست من حظ الام فقط بل من حظ كلا الزوجين معا .
3. تبذل الام مجهودا كبيرا من خلال تربيتها لابنائها فهم يطلبون منها وعلى مدار الساعة شتى الطلبات والتي تنهكها وتتعبها وان من شأن وجودها لوحدها دون دعم معنوي ودون مشاركة الزوج تثقل على كاهلها اكثر فاكثر وتزيد من تعبها وضيقها مما يجعلها في كثير من الاحيان عصبية حادة المزاج لكثرة المطلوب منها ولقلة دعم وتفهم الزوج لها ، لذا فوجود الاب يقوي الأم ويشعرها بالامان ويجدد نشاطها ويشحن من طاقتها لتستمر في تربية الابناء وهي قوية واثقة غير مهزوزة مما يجعل من عملية التربية اكثر نجاحا واكثر نجاعة وبهذا فلتواجد الاب الآثار غير المباشرة على تنشئة جيل اكثر صحة واكثر قوة .
4. ان وجود الاب جسديا ونفسيا يضفي جوا من الدفىء الاسري والامان لوجود الأسرة متكاملة فالام غير عصبية وغير متعبة فرحة وسعيدة ولا تشعر انها وحيدة وكل المسؤولية ملقاة على عاتقها والاب متواجد مع افراد الاسرة مشارك لهم في تجاربهم وتفاصيل حياتهم مما قد يقوي الشعور بالامن لدى الاطفال ويعطيهم نموذجا لاسرة متكاملة غير مفككة .
5. وجود الاولاد برفقة الام قد يجعل الاولاد يتعرضون وينكشفون لصفات محددة وهي صفات الام فقط في حين ان وجود الاب ايضا يجعلهم يتأثرون من الصفات الاخرى الشيء الذي يحدث تكاملا لدى الطفل فمثلا من الام يكتسب الصفات الانثوية العاطفية ومن الاب الصفات الذكرية والعقلانية .
6. لعل الخسارة من غياب الاب ليس فقط خسارة الابناء وانما خسارة الاباء انفسهم فغيابهم يمنعهم من مرافقة تطور الاولاد مع كل المتعة في ذلك ويمنعهم من تزويد حاجاتهم بالابوة والشعور انهم يساهمون في تربية الابناء معنويا وليس فقط ماليا ومرافقتهم في تجاربهم الممتعة واليومية .
يعتبر الاب النموذج الاعلى الذي يحتذي به الابناء خصوصا الذكور منهم فمن خلال تصرفات الاب يتعلم الابناء بالقدوة الادوار الذكورية وعن اساليب التعامل مع الاخرين كمثل الام والزوجة فيكتسب الابناء مهارات التواصل بين الازواج ، كذلك من خلال معاملة الابناء يتم اكتساب مهارات الوالدية ولقد ذكرنا اهمية ذلك بشكل غير مباشر حين بينا ان ابنا ترعرع بين احضان او حتى بعيدا عن احضان اب غائب ودوره هامشي سيكون هناك احتمالات كبيرة بان يكون دوره عند كبره مشابه لابيه وذلك لان هذا ما تعلمه وهذا ما اكتسبه.