عدد الرسائل : 52 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 25/05/2007
موضوع: إشهار دم غشاء البكارة للزوجة في ليلة زفافها الأحد مايو 27, 2007 8:21 am
تزوجت لكننى لم اطبق العادة التى هى اشهاردم البكارة الا اننى صدمت حينما قالت لى اختى هل سترت زوجتك يعنى قبلتها على انها عاهرة يعنى فقدت بكارتها وعندما قلت لها انها نزيهة عفيفةبكر قالت لى طالما انك لم تطبق العادة فكاءن زواجك باطل وفاشل والعائلة كلهم يقولون هدا الخبر وخاصة امى التى تشيعه فى القرية وتقول للناس بان زوجة ابنى ليست بكرا -----افتونى جزاكم الله خيرا هل نطبق الشرع فى زفافنا ام العادات القبيحة---هل ساطلق المراة واطبق العادة ام مادا سافعل----وكيف اواجه انا وزوجتى هده الانتقادات السخيفة الباطلة التى مصدرها العائلة----هل ساهجرهم ام سااصبر
الشيخ المجيب : الشيخ محمد بن خليفة
أخي الكريم اعلم أن هذه العادة من أقبح العادات التي انتشرت -وللأسف- في كثير من بلدان المسلمين، ففي هذه العادة عدة مساوئ:
منها: استعجال دخول الرجل بزوجته من أول ليلة، لأن أهله ينتظرون دم البكارة، فإن تأخر عنهم شاع الكلام.
ومنها: توتير العلاقة بين الزوجين حيث أنهما في جو ليلة الدخلة، وهما يعلمان أن الناس بالخارج ينتظران إثبات براءة المرأة.
ومنها: أن فيه اتهام المرأة، وأن الأصل فيها التهمة حتى تثبت براءتها، وهذا بخلاف الشرع الذي جعل الأصل في المرأة البراءة، وشدد في هذه المسألة على وجه الخصوص فاشترط فيها أربعة من الشهود الثقات، وجعل حد من قذفها في عرضها بغير تبين أن يجلد ثمانين جلدة، وأنه لا يقبل منه شهادة أبدا، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فقد قال الله تعالى: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين.
ومنها: أن هذا الفعل فيه دناءة، وإظهار ما لا ينبغي إظهاره، فإن الحرص على إظهار مثل هذا الدم، فيه من الدناءة التي يتنزه عنها أصحاب الفطر السليمة ما فيه.
ومنها: أن مثل هذا الفعل فيه سد لباب من تريد أن تتوب؛ لأن المرأة غير معصومة من أن تقع في الفاحشة، لكنها إذا تابت تاب الله عليها، ثم إذا تابت، ويسر الله لها زوجا يسترها، ويرعاها كان هذا خيرا على خير، فبمثل هذه الممارسات تمتنع المرأة من الزواج، ولعل هذا أن يعيدها مرة أخرى إلى الفاحشة، والعياذ بالله.
ومنها: أنه قد يكون فيه ظلم للمرأة، فليس كل امرأة يظهر منها الدم عند فض البكارة، وقد تكون البكارة قد انفضت بغير الفاحشة، فيكون فيه ظلم للمرأة؛ لأنها ستتهم في مثل هذه الحالات بالزنا وهي بريئة منه، ولذلك لم يجعل الشرع الحنيف عدم وجود غشاء البكارة دليلا على الزنا، ولم يقم على فقدان البكارة أي حكم شرعي.
هذه أخي الكريم بعض مساوئ هذه العادة، أما ما سألت عنه من كيفية التصرف مع من ينشر عن زوجتك هذا الكلام القبيح، فأقول:
يجب أولا: أن تعلم من يتكلم في مثل هذا أن فعله هذا من الكبائر العظيمة عند الله تعالى، لقوله تعالى: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين، وفي البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: اجتنبوا السبع الموبقات . قالوا : يا رسول الله : وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات
ثانيا: اسع للإصلاح بقدر المستطاع، ولا شك أن الصبر على مثل ما أنت عليه من أعظم الأمور، وأكثرها أجرا عند الله تعالى، وقد اتهم المنافقون عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي في الطهر والعفاف من هي، وقد برأها الله تعالى من فوق سبع سماوات، وصبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل كان ممن خاض في أمر عائشة -رضي الله عنها- رجل يقال له: مسطح، وقد كان أبو بكر -رضي الله عنه- أبو عائشة ينفق عليه، فقطع أبو بكر عنه نفقته، فأنزل الله تعالى قوله تعالى: ولا يأتل ألو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى واليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم، فعاد أبو بكر -رضي الله عنه- إلى الإنفاق على مسطح مرة أخرى، فعفى أبو بكر عن من تكلم في ابنته زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلأن تعفو أنت عن أمك، وتتجاوز أولى وأحرى.
ثالثا: عليك أخي الكريم ألا تسكت في تبرئة زوجتك، فإن هذا من حقها عليك، وأنت حاميها، فانشر بين الناس ما تعرفه عنها من خير.
رابعا: إن رأيت أن الناس تمادوا في الخوض في ذلك، ولم يسكتوا فلك أن ترفع أمر من يتكلم في زوجتك إلى القاضي ليأخذ جزاءه، فإن بعض الناس لا ينفع معهم إلا الشدة، والله تعالى أعلم.